للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القيامة، وإنما يجري الناس على أمر قد فرغ منه" (١).

وروي أن رجلاً جاء إلى مالك بن أنس فقال: يا أبا عبد الله، قال الله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} (٢). فما رأى مالك وجد من شيء كوجده من مقالته هذه وعلاه الرحضاء - يعني الورق - وأطرق ملياً فسري عنه، وقال: "الكيف غير معقول، والاستواء منه غير مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة" (٣).

وسئل ربيعة عن قوله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} كيف استوى؟ فقال: "الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، ومن الله الرسالة، وعلى الرسول البلاغ، وعلينا التصديق" (٤).

وروي عن أبي الدرداء قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من اشتكى منكم شيئاً أو اشتكى أخ له فليقل ربنا الله الذي في السماء تقدس اسمك أمرك في السماء والأرض كما رحمتك في السماء اغفر لنا حوبنا وخطايانا رب الطيبين أنزل رحمة من رحمتك وشفاء من شفائك على الوجع، فيبرأ" (٥).


(١) أخرجه اللالكائي ٣/ ٣٩٦، والآجري في الشريعة ص ١٧، ٢٩، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة في العرش ص ٢٥٨ رسالة ماجستير.
(٢) هكذا في النسختين وأصل الرواية أن السائل سأل عن كيفية الاستواء فقال: (كيف استوى؟).
(٣) أخرجه اللالكائي في السنة ٣/ ٣٩٨، والبيهقي في السماء والصفات ص ٥٠٥، والدارمي في الرد على الجهمية ص ٣٣.
(٤) أخرجه اللالكائي في السنة ٣/ ٣٩٨، والبيهقي في الأسماء والصفات ص ٥١٦.
(٥) أخرجه د. كتاب الطب (ب. كيف يرقى) ٢/ ١٥٥، والحاكم في المستدرك كتاب الجنائز ١/ ٣٤٤، واللالكائي في السنة ٣/ ٣٨٩، وفي إسناده زيادة بن محمد الأنصاري قال عنه في التقريب ص ١١١"منكر الحديث"، وللحديث شاهد عند الإمام أحمد في المسند ٦/ ١٢ من حديث أبي بكر بن أبي مريم عن الأشياخ عن فضالة بن عبيد - رضي الله عنه - وسنده ضعيف فقد قال ابن حجر عن أبي بكر: "إنه ضعيف". انظر: التقريب ص ٣٩٦ وفيه مجهول وهو قوله عن الأشياخ.

<<  <  ج: ص:  >  >>