للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وروي عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أنه قال: "والذي نفس عمر بيده لو أن أحدكم أشار إلى السماء بأصبعه إلى مشرك، ثم نزل إليه على ذلك ثم قتله لقتلته به" (١).

وروي عن عبد الله أنه قال: "ما بين السماء القصوى وبين الكرسي خمسمائة سنة، وما بين الكرسي وبين الماء خمسمائة سنة، والعرش فوق الماء والله فوق العرش، ولا يخفى عليه شيء من أعمال بني آدم" (٢).

وروي عن مجاهد أنه قال: "قيل لابن عباس إن ناساً يقولون بالقدر، فقال يكذبون بالكتاب لئن أخذت شعر أحدهم لأنصونه (٣) إن الله على عرشه قبل أن يخلق شيئاً (٤)، فخلق الخلق وكتب ما هو كائن إلى يوم


(١) أخرجه اللالكائي في السنة ٣/ ٣٩٥ ومعناه - والله أعلم - أنه إذا أحاط المسلم بمشرك وحاصره، ثم أشار إلى السماء يعني أن ينزل من حصنه إليه وله أمان من في السماء، ثم نزل المشرك على هذا العهد والأمان فغدر به المسلم فقتله فإن عمر يقتله به.
(٢) أخرجه اللالكائي في السنة ٣/ ٣٩٦، وابن خزيمة في التوحيد ١٠٥، ١٥٦، والبيهقي في الأسماء والصفات ص ٥٠٧، والدارمي في الرد على الجهمية ص ٢٦ عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -، فقد صرح به البيهقي في الأسماء والصفات.
(٣) قوله: "لأنصونه" أي لأخذن بناصيته.
(٤) قوله: "إن الله على عرشه قبل أن يخلق شيئاً" هكذا عند اللالكائي، وفي سائر الروايات ما عدا الآجري فإنه رواه بلفظ: "إن الله عزوجل كان عرشه على الماء قبل أن يخلق شيئاً" وهي تتفق مع ما ورد في القرآن من قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ} هود آية (٧). أما لفظ الرواية المذكورة فإنه يخالف ما دل عليه قوله تعالى: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} السجدة آية (٤). فاستواؤه على العرش كان بعد خلق السموات والأرض، والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>