للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وروى ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تقبحوا الوجه فإن الله خلق آدم على صورته" (١).

وروى أبو هريرة - رضي الله عنه - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "احتج آدم وموسى، فقال موسى: يا آدم أنت أبونا خيبتنا وأخرجتنا من الجنة، قال له آدم: أنت


(١) هذا الحديث ورد بلفظين: اللفظ الأول هو المذكور هنا، وأخرجه به فقط اللالكائي في شرح السنة ٣/ ٤٢٣، والبيهقي في لأسماء والصفات ص ٣٧١.
واللفظ الثاني: "لا تقبحوا الوجه فإن ابن آدم خلق على صورة الرحمن عزوجل"، وأخرجه الآجري في الشريعة ص ٣١٥، وابن خزيمة في التوحيد ص ٣٨، وابن أبي عاصم في السنة ١/ ٢٢٨، والدارقطني في الصفات ص ٦٤، وعبد الله بن الإمام أحمد في السنة ١/ ٢٦٨.
والحديث مداره على جرير بن عبد الحميد عن الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن عطاء بن أبي رياح عن ابن عمر - رضي الله عنهما- به. وقد أعله ابن خزيمة - رحمه الله- بثلاث علل:
أولاً: أن الثوري رواه عن حبيب عن عطاء مرسلاً بخلاف رواية الأعمش الموصولة.
ثانياً: أن حبيب بن أبي ثابت أيضاً مدلس لم يعلم أنه سمعه من عطاء. انظر: التوحيد لابن خزيمة ص ٣٨، وسلسلة الأحاديث الضعيفة ٣/ ٣١٦.
قلت: أما تدليس الأعمش فقد زال برواية الثوري عن حبيب بن أبي ثابت، أما مخالفة الأعمش للثوري حيث وصله وأرسله الثوري عن عطاء فإن هذا لا يضعف به الحديث، لأن الأعمش ثقة حافظ كما قال ابن حجر في التقريب ص ١٣٦، بقي تدليس حبيب بن أبي ثابت، قال الشيخ التويجري: "الظاهر أنه لم يدلس في هذه الرواية، ويدل على ذلك أنه كان يروي عن ابن عمر - رضي الله عنهما- مباشرة، فلو كان قد دلس في هذا الحديث لكان جديراً أن يرويه عن ابن عمر بدون واسطة بينه وبينه ليحصل علو الإسناد، ولكن لما رواه عن عطاء عن ابن عمر -رضي الله عنهما- دل ذلك على أنه لم يدلس في روايته". انظر: عثيدة أهل الإيمان ص ٢٣، وللحديث شاهد من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه- مرفوعاً "إذا ضرب أحدكم فليجتنب الوجه فإن صورة الإنسان على صورة الرحمن عزوجل" أخرجه الدارقطني في الطبقات ص ٦٥، وابن أبي عاصم في السنة ١/ ٢٣٠ وفي إسناده ابن لهيعة.
وقد صحح الحديث كما مر في التعليق على حديث الصورة الإمام أحمد وإسحاق بن راهويه. واستدل بهذه الرواية مع رواية أبي هريرة الحافظ في الفتح ٥/ ١٨٣ على إثبات الصورة على ما يليق بجلال الله، كما في صححه شيخنا الشيخ حماد الأنصاري على ضوء تصحيح الأئمة له فيي الرسالة السالفة الذكر ص ٨٦٨ والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>