للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من الدليل على ما قلنا ما روى أبو ذر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أتاني جبريل فبشرني أن من مات من أمتي لا يشرك بالله دخل الجنة، قلت: وإن زنى وإن سرق. قال: وإن زنى وإن سرق " أخرجه البخاري ومسلم (١).

وروى جابر قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم أعرابي فقال: يا رسول الله ما الموجبتان، قال: "من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة، ومن مات وهو يشرك بالله شيئا (٢) دخل النار" (٣).

عن أبي موسى الأشعري قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليجيئن ناس من أمتي بذنوب أمثال الجبال فيغفرها الله لهم ثم يضعها على اليهود والنصارى" (٤).

وروى أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: "إن رجلا أذنب


(١) أخرجه خ كتاب التوحيد (ب كلام الرب مع جبريل) ٩/ ١١٤، م. كتاب الإيمان (ب من مات لا يشرك بالله … ) ١/ ٩٤.
(٢) (شيئا) ليست في الأصل، وهي في - ح - وكذلك عند مسلم وغيره.
(٣) أخرجه م. كتاب الإيمان (ب من مات لا يشرك بالله … ) ١/ ٩٤. حم ٣/ ٣٩١.
(٤) أخرجه م. كتاب التوبة (ب قبول توبة القاتل وإن كثر قتله) ٤/ ٢١٢٠، الحاكم في المستدرك ٤/ ٢٥٣، واللالكائي في السنة ٦/ ١٠٦٦. وفي الحديث إشكال وهو قوله صلى الله عليه وسلم " ثم يضعها على اليهود والنصارى" فإن هذا في ظاهره يخالف قوله عزوجل: {وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} قال النووي في شرح مسلم ١٧/ ٨٥: "معناه أن الله تعالى يغفر تلك الذنوب للمسلمين ويضع على اليهود والنصارى مثلها بكفرهم وذنوبهم فيدخلهم النار بأعمالهم لا بذنوب المسلمين"، ثم قال: "ويحتمل أن يكون المراد آثاما كان للكفار سبب فيها بأن سنوها فتسقط عن المسلمين بعفو الله ويوضع على الكفار مثلها لكونهم سنوها، ومن سن سنة سيئة كان عليه مثل وزر كل من يعمل بها" انتهى.
وهذا القول الثاني أقرب وأوضح لقوله عزوجل عن الكفار {وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالاً مَعَ أَثْقَالِهِمْ} قال ابن جرير في تفسيره ٢٠/ ٣٥ "وليحملن هؤلاء المشركون بالله أوزار أنفسهم وأثاما وأوزار من أضلوا وصدوا عن سبيل الله مع أوزارهم". انتهى مختصرا.

<<  <  ج: ص:  >  >>