للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وروى أبو هريرة وأبو سعيد الخدري - رضي الله عنهما - عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "أتدرون ما الضنك الذي قال الله؟ قلنا: الله ورسوله أعلم فقال: عذاب الكافر في قبره، والذي نفسي بيده أنه ليسلط عليه تسعة وتسعون تنيناً. أتدرون ما التنين، قال: حيات كل حية لها تسعة وتسعون رأسا تنهشه وتلدغه حتى تقوم الساعة، ولو أن تنينا نفخ في الأرض ما أنبتت خضرا" (١).

وروي عن عبد الحميد بن محمود (٢) قال: "كنت عند ابن عباس فأتاه رجل فقال أقبلنا حجاجاً فلما صرنا في الصفاح (٣) توفي صاحب لنا، فحفرنا فإذا أسود قد أخذ اللحد فحضرنا آخر، فإذا الأسود قد أخذ اللحد، قال: فحفرنا قبرا آخر فإذا الأسود قد أخذ اللحد فتركناه وأتيناك فما تأمرنا؟ قال: ذلك عمله الذي كان يعمل اذهبوا فادفنوه في بعضها، فوالله لو حفرتم الأرض كلها لوجدتم ذلك، قال: فألقيناه في قبر منها فلما قضينا سفرنا أتينا امرأته فسألناها عنه فقالت: كان رجل (٤) يبيع الطعام فيأخذ قوت أهله كل يوم، ثم ينظر مثله من قصب الشعير فيقطعه فيخلطه في طعامه مكان ما كان يأخذ" (٥).


(١) حديث أبي هريرة أخرجه الآجري في الشريعة ص ٣٥٨، وابن جرير الطبري في تفسيره ١٦/ ٢٢٨، كلهم من طريق دراج بن سمعان أبو السمح، قال أحمد عنه: "منكر"، وكذلك قال النسائي، وضعفه أبو حاتم والدار قطني، ووثقه ابن معين وأورده ابن حبان في الثقات. انظر: التهذيب ٣/ ٢٠٨، وقال ابن كثير في تفسيره ٣/ ١٦٩: "رفعه منكر جداً"، وأخرجه البزار بنحوه. كشف الأستار ٣/ ٥٨، وفي إسناده محمد بن عمر فإن يكن الواقدي فهو متروك. انظر: دراج بن أبي الهيثم عن أبي الهيثم عن أبي سعيد، وهذا سند ضعيف للكلام في ابي السمح، وأيضاً روايته عن أبي الهيثم عن أبي سعيد ضعفها الإمام أحمد وأبو داود. انظر: التهذيب ٣/ ٢٠٨.
(٢) عبد الحميد بن محمود المعولي البصري أو الكوفي. قال النسائي: ثقة. انظر: التهذيب ٦/ ١٢٢.
(٣) الصفاح: بكسر الصاد، موضع بين حنين وأنصاب الحرم على يسرة الداخل إلى مكة. انظر: معجم البلدان ٣/ ٤١٢.
(٤) هكذا في النسختين.
(٥) أخرجه اللالكائي في شرح اعتقاد أهل السنة ٦/ ١١٤٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>