للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وروى حذيفة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن حوضي لأبعد ما بين (١) أيله (٢) وعدن. والذي نفسي بيده لآنيته أكثر من عدد النجوم، ولهو أشد بياضاً من اللبن وأحلى من العسل، والذي نفسي بيده إني لأذود عنه الرجال كما يذود الرجل عن حوضه، قيل: يا رسول الله هل تعرفنا يومئذ؟ قال: نعم تردون عليّ غراً محجلين من أثر الوضوء ليست لأحد غيركم" (٣).

وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أنا فرطكم على الحوض" (٤).

وروي أنه ذكر الحوض عند عبيد الله بن زياد (٥) فأنكره فبلغ أنساً، فقال: "لا جرم والله لأفعلن به، قال فاتاه فقال ما ذكرتم من الحوض ما أنكرتم من الحوض (٦)، قال عبيد الله: هل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكره؟ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر من كذا وكذا مرة يقول: "حوضي ما بين أيلة


(١) هكذا في النسختين وعند اللالكائي ولعل صوابها (مما).
(٢) أيله قال ياقوت: مدينة على ساحل بحر القلزم (البحر الأحمر) مما يلي الشام. معجم البلدان ١/ ٢٩٢.
(٣) أخرجه م. كتاب الطهارة (ب استحباب إطالة الغرة … ) ١/ ٢١٨ من رواية ربعي عن حذيفة وليس فيه قوله: "لآنيته أكثر … " وإنما فيه قوله: "لأذودن عنه الرجال … "، وأخرجه جه. كتاب الزهد (ب ذكر الحوض) ٢/ ١٤٣٨ بلفظه هنا، وأخرجه حم. ٥/ ٣٩٠ - ٣٩٤ نحوه. وابن أبي عاصم في السنة ٢/ ٣٣٦ قال الألباني في التعليق: "إسناده حسن رجاله ثقات رجال مسلم"، وأخرجه اللالكائي في شرح اعتقاد أهل السنة ٦/ ١١٢١.
(٤) أخرجه خ. كتاب الرقائق (ب في الحوض) ٨/ ١٠١ - ١٠٢ من حديث عبد الله بن مسعود وسهل ابن سعد - رضي الله عنهما -، م. كتاب الفضائل (ب إثبات الحوض) ٤/ ١٧٩٢ من حديث ابن مسعود وسهل وعائشة وعقبة بن عامر وجابر بن سمرة - رضي الله عنهم -، وقال ابن الأثير في معنى قوله: "أنا فرطكم" أي متقدمكم إليه، يقال: فرط يفرط فهو فارط إذا تقدم وسبق القوم ليرتاد لهم الماء ويهيء لهم الدلاء والأرشية. النهاية ٣/ ٤٣٤.
(٥) عبيد الله بن زياد بن عبيد أمير العراق بعد أبيه. قال ابن كثير: وكانت فيه جرأة وإقدام ومبادرة إلى ما لا يجوز وما لا حاجة له به، قتله إبراهيم بن الأشتر سنة ٦٧ هـ. البداية والنهاية ٨/ ٣٠٥.
(٦) هكذا في النسختين وعند الإمام أحمد "ذكرتم الحوض" وهو من قول أنس لعبد الله.

<<  <  ج: ص:  >  >>