للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إِلاّ أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ} (١). فكله إلى مشيئته، اللهم إن هذا كان يزعم أنك أردت ما لم تعلم وخروج الأشياء عن علمك وعلمت ما لم ترده، وأنك لم ترد شهادة حمزة وغيره وقد سمعك تقول: {وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ} (٢) وأنك لم تأمر إبراهيم خليلك بذبح ولده حيث لم ترد ذبحه، وقد سمعك تقول مخبراً عنهما: {يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ} (٣) اللهم فلا تحشره في زمرتهما، اللهم إن هذا كان يزعم أن من عبدك ألف سنة وأتى كبيرة غير مستحل لها ولا جاحد لحقك أنك تخلده في النار مع فرعون وقارون والشياطين، فلا تقبل فيه شفاعة (٤) نبيك وخلده مع فرعون وهامان وقارون، فقد أتاك بهذه المعضلات والكفر الصريح فاحشره مع زمرة من زعم أنه يكون معهم فلقد أعزم الفرية عليك تعاليت يا رب عما يقول الظالمون علوا كبيراً، ثم التفت إلى من خلفه بعد كلامه هذا وقال: إنما فعلت هذا لتعلموا أنها سنة فإن الله تعالى يقول لنبيه: {وَلا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَداً وَلا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ} (٥)، وكما فعل ابن عباس لما صلى على جنازة فجهر بفاتحة الكتاب وقال: أما أني لم أجهر فيها لأن الجهر مسنون، ولكن جهرت لتعلموا أن فيها قراءة" (٦).


(١) الانسان آية (٣٠).
(٢) آل عمران آية (١٤٠).
(٣) الصافات آية (١٠٢).
(٤) (شفاعة) ليست في الأصل وهي مثبتة في - ح -.
(٥) التوبة آية (٨٤).
(٦) لم أقف عليه على هذه الرواية.

<<  <  ج: ص:  >  >>