للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذلك الميت في البر والبحروأنواع الدواب، فقال الله {أَوَلَمْ تُؤْمِنْ}، يعني ألم تصدق بإحياء الموتى (١)، وقيل: أراد أو لم تؤمن بالخلة وأنك خليل (٢) وقيل معنى {أَوَلَمْ تُؤْمِنْ} أي أنك قد آمنت، وذلك على (٣) معنى إيجاب الإيمان له قال: {بَلَى} ولكن كان إيمانه من طريق الاستدلال لا من طريق المشاهدة، والمستدل لا تزول عنه الخواطر والوسواس، وهو في ذلك يقمع الشيطان ويقهره بالحجة، فأراد إبراهيم أن يستريح إلى المشاهدة والمعاينة، وهذا قول ابن عباس - رضي الله عنه - وأجلة العلماء (٤)، فأجاب الله إلى ذلك لما علم فيه من المصلحة له ولأمته قال ابن المبارك {لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي} ليرى من أدعوه إليك منزلتي ومكانتي منك فيجيبوني إلى طاعتك وما أجابه من إجابتهم إليه" (٥). وقال سعيد بن جير: "ليطمئن قلبي بأني إذا سألتك أجبتني" (٦). وللأنبياء زيادة في المعارف من الوقت الذي بعثوا فيه إلى أن قبضوا، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا بورك لي في يوم لا أزداد فيه علما" (٧).

وأمر الله نبيه أن يسأله زيادة علم (٨) فقال: {وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً} (٩).


(١) ذكر هذا ابن جرير في تفسيره عن قتادة والضحاك وابن جرير تفسير ابن جرير ٣/ ٤٧.
(٢) ذكر هذا ابن جرير في تفسيره ٣/ ٤٨ عن السدي وعن سعيد بن جبير.
(٣) (على) ليست في الأصل ظاهرة وهي في - ح -.
(٤) يعني بذلك أن الراجح أن المسألة كانت رغبة في الاستزاد من اليقين والإيمان، وذلك بالمعاينة البصرية، وهو ما رجحه ابن جرير وذكره عن العديد من السلف. انظر: تفسيره ٣/ ٥٠.
(٥) هكذا في النسختين ولم يتبين لي معنى هذه الجملة ولم أقف على هذا الأثر.
(٦) لم أقف على هذا الأثر عن سعيد بن جبير، وإنما روى ابن جرير هذا عن ابن عباس بأنه قال في قوله تعالى: {لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي} قال: "أعلم أنك تجيبني إذا دعوتك وتعطيني إذا سألتك" وقد روي عن سعيد بن جبير أن معناه "ليزداد يقيني". انظر: تفسير ابن جرير ٣/ ٥٠ - ٥١.
(٧) تقدم تخريجه ص ٣٧١.
(٨) في - ح - (زيادة في العلم).
(٩) طه آية (١١٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>