للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلا أن يغفر الله، وأراد به الزنا، وقال في الرجل إذا فر من الأسر (١) غير متحرف لقتال ولا متحيز إلى فئة فإن كان هربه على غير هذا المعنى حقت عليه إلا أن يعفو الله تعالى أن يكون قد باء بغضب من الله (٢)، وهذا تصريح منه أن مذهبه كمذهب أهل الحديث أن من ارتكب كبيرة أثم، ولكن إن شاء الله عاقبه وإن شاء عفا عنه، والمعتزلة يقولون إنه يستوجب النار ويكون خالدا مخلداً فيها (٣) وقد رمي حماد (٤) بالإرجاء "كان المغيرة (٥) يقول: حدثنا حماد قبل أن يصير مرجئاً وقال: حدثنا حماد قبل أن يفسد (٦).

قال سفيان الثوري: "اتقوا هذه الأهواء قيل له: فبين لنا رحمك الله، فقال سفيان: المرجئة يقولون الإيمان كلام بلا عمل من قال أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله فهو مؤمن مستكمل الإيمان على إيمان جبريل والملائكة وإن قتل كذا وكذا مؤمنا وإن ترك الغسل من الجنابة وإن ترك الصلاة وهم يرون السيف على أهل القبلة" (٧).

وقال الأوزاعي من آمن وعصى إيمانه بإيمان إبليس أشبه منه بإيمان جبريل، لأن جبريل آمن وأطاع وإبليس آمن وعصى (٨). وقيل إن عون بن عبد الله بن


(١) هكذا في النسختين ولعله يقصد (القتال) أو (الزحف).
(٢) في - ح - (إلا أن لا يعفو الله تعالى وأن يكون قد باء … ) وهو غير مستقيم وما أثبت كما في الأصل ويظهر أن في الكلام سقطا مع أن المعنى المراد واضح وهو أن الذي يفر من الزحف تحت المشيئة.
(٣) تقدم ذكر هذا ص ٦٦٨.
(٤) هو: حماد بن أبي سليمان مسلم الأشعري مولاهم أبو إسماعيل الكوفي الفقيه صدوق له أوهام رمي بالإرجاء مات سنة ١٢٠ هـ -. التقريب ص ٨٢.
(٥) المغيرة بن مقسم - بكسر الميم - الضبي مولاهم أبو هاشم الكوفي الأعمى ثقة متقن إلا أنه كان يدلس توفي سنة ١٣٦ هـ -. التقريب ص ٣٤٥.
(٦) أخرجه اللالكائي في السنة ٥/ ١٠٠٢.
(٧) أخرجه اللالكائي في السنة ٥/ ٩٩٩ ومراده بقوله (يرون السيف على أهل القبلة) أنهم يروون الخروج على أئمة الجور.
(٨) أخرجه اللالكائي في السنة ٥/ ٩٩٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>