وابن صياد وقع في أمره اشتباه وقد شك فيه النبي صلى الله عليه وسلم هل هو الدجال أم هو غيره لهذا قال لعمر حين استأذنه في قتله: "إن يكنه فلن تسلط عليه وإن لم يكنه فلا خير لك في قلته". أخرجه م.، ٤/ ٢٢٤٤ وكان النبي صلى الله عليه وسلم يترصده كما روى ذلك عبد الله بن عمر أن النبي صلوات الله وسلامه عليه كان يختل أن يسمع من ابن صياد شيئا وكان ابن الصياد في قطيفة مضطجع وله همهمة، فرأت أم ابن الصياد الرسول صلى الله عليه وسلم وهو يتقي بجذوع النخل فقالت لابن صياد (يا صاف) هذا محمد فثار ابن صياد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو تركته بين". أخرجه م. ٤/ ٢٢٤٤، وقوله: " لو تركته بين" أي لو لم تناده أمه تركته على حاله لبان أمره وعرف. وقد جزم بعض الصحابة ومنهم عمر وجابر وابن عمر - رضي الله عنهم - أنه دجال. والصحيح أن ابن صياد ليس هو المسيح الدجال وإنما هو دجال من الدجاجلة والنبي صلى الله عليه وسلم لم يوح إليه من أمره بشيء فلهذا لم يكن ظهر له من أمره شيء ثم ظهر له صلى الله عليه وسلم بعد ذلك أن الدجال غيره وذلك في قصة تميم الداري ورؤية الدجال في جزيرة من جزر البحر، والله أعلم. انظر: شرح مسلم للنووي ١٨/ ٤٦، فتح الباري ١٣/ ٣٢٥ - ٣٢٧. (٢) في الأصل (اأمارتها كلها) وما أثبت من - ح - ويتفق مع المصادر. (٣) في الأصل (إمارتهم) وما أثبت من - ح - ويتفق مع مصادر الرواية.