للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تعالى: {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ} (١) فمن قال: إن الخلق يستغنون عن الرسل، وأن معرفة اله لا يصح الأمر بها فقد خالف الكتاب وأبطله، ومن قال إن معرفة الله بالإلهام أو بالطباع أو بغير كسب المأمور يلزمه أن يقول إن الكفار الذين عاندوا الرسول صلى الله عليه وسلم في زمانه وقتلهم أنهم مخلدون في الجنة إذا لم يكن لهم طباع أو إلهام أو لم يفطروا على المعرفة، وإلى هذا ذهب ثمامة بن أشرس النميري (٢) شيخ المعتزلة بعد إذ زعم أنه يجوز أن يكون كثير (٣) من اليهود والنصارى والمجوس والصابئين في الجنة (٤)، ومن كان هذا مقتضى قوله فلا شك في كفره لمخالفته نص الكتاب والسنة وإجماع الأمة.


(١) في كلا النسختين هكذا (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ الرَّسُولَ وما أنزل إليكم) وهو خطا والآية في المائدة (٩٢) والتغابن آية (١٢) كما أثبت.
(٢) قال عنه الذهبي: "من كبار المعتزلة ومن رؤوس الضلالة كان له اتصال بالرشيد ثم بالمأمون وكان ذا نوادر وملح". ميزان الاعتدال ١/ ٣٧١.
(٣) في الأصل (كثيرا) وما أثبت من - ح - وهو الصواب.
(٤) هكذا في النسختين والذي نقل عن ثمامة أن هؤلاء الناس يصيرون تراباً، وذلك لعدم معرفتهم لله فيكونون كالحيوانات الذين خلقوا للسخرة. نقل هذا عنه الاسفرائيني في الفرق بين الفرق ص ١٧٢ وهو الذي يتناسب مع المسألة إذ الإعراض عن الأمر الفطري لا يستحقون عليه المثوبة فأقل ما فيه أن تسقط عنهم العقوبة ومنه يتبين أن قول المصنف في الكفار الذين قلتهم النبي صلى الله عليه وسلم يلزم أنهم مخلدون في الجنة خطأ لا يتأتى على هذا القول.
وقد نفي صاحب كتاب الانتصار في الرد على ابن الراوندي أن يكون ثمامة قال هذا القول، وزعم أن ثمامة يرى أن الكافر هو من يعرف الله ويقصد معصيته، أما من لم يعرف الله ولا يقصد معصيته فليس بكافر انظر: الاتنصار والرد على ابن الراوندي الملحد للخياط ص ١٣٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>