للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بكر - رضي الله عنه (١) - أو برواية الراوندية، حيث قالوا إن النبي صلى الله عليه وسلم نص على إمامة العباس - رضي الله عنه - (٢).

وكل جواب للشيعة عن هاتين الروايتين فهو جواب لنا عن روايتهم في النص على إمامة علي - رضي الله عنه -، وعلى أن فرقة من الرافضة يقال لهم الكاملية (٣) كفروا خلقاً من الصحابة - رضي الله عنهم -، وكفروا علياً معهم، وذلك أنهم قالوا أوصى النبي صلى الله عليه وسلم إلى علي - رضي الله عنه - فردت الصحابة أمر النبي صلى الله عليه وسلم، فكفروا بذلك، ولم ينازعهم علي ولم يقاومهم فكفر، وهذا يدل على أنهم أرادوا الطعن على الجميع وإبطال ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم وأخبر به ويدل على عدم النص ما روى ابن عباس - رضي الله عنه -: "أن علي بن أبي طالب خرج من عند النبي صلى الله عليه وسلم في وجعه الذي مات فيه، فقال له الناس: يا أبا الحسن كيف أصبح النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أصبح بحمد الله بارئاً فأخذ بيده العباس ابن عبد المطلب فقال: ألا ترى أنك بعد ثلاث عبد العصا (٤) والله إني لأرى رسول الله صلى الله عليه وسلم سيتوفى في وجعه هذا، وإني لأعرف في وجوه بني عبد المطلب الموت، فاذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاسأله فيمن يكون هذا الأمر، فإن كان فينا علمنا ذلك، وإن كان في غيرنا أمر به فأوصى بنا، فقال علي - رضي الله عنه -: والله لئن سألناها رسول الله فمنعناها لا يعطيناها


(١) تقدم ذكر البكرية ص ٨٢٤ وكذلك ذكر القائلين بالنص على أبي بكر - رضي الله عنه -، وانظر: بعض هذه الروايات التي تنص على خلافة أبي بكر في المعتمد في أصول الدين للقاضي أبي يعلى ص ٢٢٧.
(٢) تقدم ذكر هذا ص ٨٢٦.
(٣) الكاملية أتباع أبي كامل وهم معدودون من فرق الإمامية إلا أنهم تميزوا بتكفير علي - رضي الله عنه -، إضافة إلى تكفير الصحابة بسبب تركه القيام على ابي بكر وعمر وعثمان - رضي الله عنهم -، وقد عد من أتباع هذه الفرقة بشار بن برد الشاعر. انظر: الفرق بين الفرق ص ٥٦ التبصير في الدين ص ٣٥.
(٤) هذا القول كناية عمن يصير تابعاً لغيره والمعنى أن النبي صلى الله عليه وسلم يموت بعد ثلاث وتصير أنت مأموراً عليك، وهذا من قوة فراسة العباس - رضي الله عنه -. انظر: فتح الباري ٨/ ١٤٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>