للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والمولى يقع على المحب والموالي، ومنه قوله صلىالله عليه وسلم: "مزينه وجهينة وأسلم وغفار موال الله ورسوله" (١). أي محبون موالون لهما.

والمولى يقع على الجار (٢)، قال مربع بن وعوعة الكلابي وكان جار كليب ابن يربوع فأحسنوا جواره: -

جزا الله خيرا بكفه … كليب بن يربوع وزادهم حمدا

هم خلطونا بالنفوس وألجموا … إلى نصر مولاهم مسومة جردا (٣)

وأراد إلى جارهم.

وإذا كانت لفظة المولى مشتركة بين هذه المعاني حمل قوله صلى الله عليه وسلم: "من كنت مولاه فعلي مولاه" أي من كنت ناصره ومحبه أو ابن عمه فعلي مولاه (٤)، ولا يكون ذلك إلى الوالي. وأما قوله: "وإلى الله من والاه وعادي من عاداه" فما أحد من الصحابة ولا من أهل الحديث عاداه، وليس من ائتم بإنسان سمى معاديا لسائر الناس، وإنما المعادي لهم هم الخوارج.

واحتجوا على أن النبي صلى الله عليه وسلم نص على إمامة علي بقوله صلى الله عليه وسلم لعلي: "أنت مني بمنزلة هارون من موسى" (٥).


(١) أخرجه خ. كتاب المناقب (ب مناقب قريش) ٤/ ١٤٣ وفي (ب ذكر أسلم وغفار ومزينة .. ) ٤/ ١٤٥، م. كتاب فضائل الصحابة (ب من فضائل غفار واسلم) ٤/ ٩٥٤ من حديث أبي هريرة ولفظه "قريش والأنصار وجهينة ومزينة وأسلم وغفار واشجع موالي ليس لهم مولى دون الله ورسوله".
(٢) انظر: هذه المعاني في لسان العرب ٦/ ٤٩٢١.
(٣) ذكره في لباب الأداب ص ٢٦٨.
(٤) ذكر احتجاج الروافض بالحديث المذكور أبو نعيم في الإمامة ص ٢١٨ ورد على استدلالهم بأن المراد به "من كان النبي صلى الله عليه وسلم مولاه فعلي والمؤمنون مواليه يدل على ذلك قوله تعالى: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ} ثم قال: وإنما هذه منقبة من النبي صلى الله عليه وسلم لعلي - رضي الله عنه، وحث على محبته وترغيب في ولايته لما ظهر من ميل المنافقين عليه وبغضهم له"، انتهى. وذكر نحوه شيخ الإسلام في منهاج السنة النبوية ٥/ ٣٦
(٥) أخرجه خ. كتاب فضائل أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم (ب مناقب علي - رضي الله عنه -) ٥/ ١٧، م. كتاب فضائل الصحابة (فضائل علي - رضي الله عنه -) ٤/ ١٨٧٠. من حديث سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه -.

<<  <  ج: ص:  >  >>