للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالرد إلا بعوض إعاضة، فردها على أهلها وضرب عليهم خراجا (١) يؤخذ منهم كل سنة إلى وقتنا هذا، فساوى بين الأولين والآخرين في ارتفاع (٢) هذه الأرض، وهذا معنا قوله: لولا أخشى أن يكون الناس ببانا أي شيئا واحدا. هكذا الرواية ببائين مجموع (٣) كل واحدة منقطة من تحتها والثانية مشددة ونون (٤).

وما شيء يلزم القيام به إلا قام به، حتى إنه ليباشر الأعمال بنفسه في الإنفاق على الأرامل والصغار، ويطوف في سكك المدينة ليلا ونهارا ليستمع، أو يرى ما يتوجه عليه فيه حق، فسمع امرأة ذات ليلة تقول:

ألا طال هذا الليل وازور جانبه وأرقني أن لا حليل ألا عبه


(١) المراد هنا أن عمر - رضي الله عنه - كان قد رأى بعد استشارة الصحابة أن الأرض التي فتحها المسلمون عنوة كأرض العراق ونحوها لو قسمها بين الفاتحين لآلت إلى عدد قليل من المسلمين وبقي أكثر الناس لا يصلهم من نفعها شيء وخاصة الذين يأتون فيما بعد، فأعاد - رحمه الله - الأرض إلى أهل البلاد وفرض عليهم الخراج، حتى يكون ما يؤديه هؤلاء إلى بيت المال قوة للمسلمين ويصل نفعها وخيرها عموم المسليمن، وكان هذا رأي علي بن أبي طالب ومعاذ بن جبل - رضي الله عنهما -، والذين استغلوا الأرض سنتين أو ثلاث هم الذين قاتلوا يوم القادسية، وكان أكثرهم قبي - لة بجيلة
الذين منهم جرير بن عبد الله البجلي - رضي الله عنه -، فقد كانوا ربع الناس فجعل لهم عمر ربع أرض السواد ثم استردها منهم عمر وأرضاهم عنها. وممن كان عارض هذا الرأي بلال بن رباح - رضي الله عنه - وجماعة معه. انظر: كتاب الأموال لأبي عبيد ص ٧٢ - ٨٠.
(٢) هكذا في الأصل وفي - ح - انتفاع - ولعل صوابها أرياع يعني ريعها وما تنتجه وتغله.
(٣) هكذا في كلام النسختين والكلام يستقيم بدونها.
(٤) انظر: غريب الحديث للهروي ٣/ ٢٦٨، وقال: "ولا أحسب هذه الكلمة عربية ولم أسمعها في غير هذا الحديث". انظر: لسان العرب ١/ ٢٠٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>