للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في علي لأن يكون لي واحدة منهن إلي من حمر النعم. سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول لعلي وخلفه في بعض مغازيه، فقال له علي: يا رسول الله تخلفني مع النساء والصبيان؟ فقال له صلى الله عليه وسلم: "أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبوة بعدي". وسمعته يقول يوم خيبر: "لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله فتطاولنا لها فقال: ادعوا عليا فأتي وبه رمد فبصق في عينيه ودفع الراية إليه ففتح الله عليه، وأنزلت هذه الآية {تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ … } (١). الآية، فدعا النبي صلى الله عليه وسلم عليا وفاطمة والحسن والحسين رضوان الله عليهم فقال: هؤلاء أهلي" (٢).

وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم أرسل عليا ليقرأ براءة على المشركين بمكة وقال: "لا يؤدي عني إلا رجل من أهل بيتي" (٣). وهذا كله يدل على أنه يصلح للخلافة. وبعثه النبي صلى الله عليه وسلم للقضاء بين أهل اليمن فقال رسول الله: "إنك بعثتني للقضاء إلى أقوام ذوي أسنان، وإني شاب لا أحسن القضاء وإني أخاف ألا أصيب، فوضع النبي صلى الله عليه وسلم يده على صدره وقال: اللهم علمه القضاء، وقال له: إن الله سيثبت قلبك ويهديك، ثم قال له: إذا جلس الخصمان بين يديك فلا تقضين حتى تسمع كلام آخر منهما، قال علي: "فما شككت في قضاء بعده" (٤).


(١) آل عمران آية (٦١).
(٢) أخرجه م. كتاب فضائل الصحابة (ب فضل علي - رضي الله عنه -) ٤/ ١٨٧١ ت. كتاب المناقب (ب مناقب علي - رضي الله عنه -). ٥/ ٦٣٨.
(٣) أخرجه ت. كتاب التفسير (ب من سورة براءة) ٥/ ٢٧٥ حم ٣/ ٢١٢، وفي فضائل الصحابة ٢/ ٥٦٢ من حديث أنس - رضي الله عنه -. قال الترمذي: "حديث حسن غريب من حديث أنس بن مالك"، وله شاهد صحيح من حديث أبي بكر الصديق - رضي الله عنه -. أخرجه حم ١/ ٣، وابن جرير الطبري في تفسيره ١٤/ ١٠٦ بتحقيق أحمد شاكر، وقال الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على المسند ١/ ١٥٦: "إسناده صحيح".
(٤) أخرجه د. كتاب الأقضية (ب كيف القضاء) ٢/ ١١٤، جه كتاب الأحكام (ب ذكر القضاة) ٢/ ٧٧٤، حم ١/ ٨٣ - ٨٨ - ١١ - ١٣٦، وفي فضئل الصحابة ٢/ ٥٨٠ - ٦٩٩ والحاكم في المستدرك كتاب معرفة الصحابة ٣/ ١٣٥ وأبو نعيم في الحلية ٤/ ٣٨١، والحديث عند ابن ماجة والحاكم وأبي نعيم وبعض الطرق عند الإمام أحمد من طريق أبي البختري عن علي - رضي الله عنه -، وهو إسناد منقطع فإن أبا البختري لم يسمع من علي شيئا كما قال ابن معين. انظر: التهذيب ٤/ ٧٣، وورد بإسناد آخر متصل عند أبي داود والإمام أحمد في المسند وفضائل الصحابة وفيه القاضي شريك وهو صدوق يخطئ كثيرا - انظر التقريب - ص ١٤٥، ورواه الإمام أحمد بإسناد آخر صحيح حيث تابع شريكا زائدة بن قدامة وهو ثقة ثبت. انظر: التقريب ص ١٠٥، ورواه أيضا من طريق آخر عن يحيى بن آدم قال حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن حارثة بن مضرب عن علي - رضي الله عنه -، وهذا إسناد صحيح قاله الشيخ أحمد شاكر في التعليق على المسند ٢/ ٦٧٧، وقوله في الحديث: "اللهم علمه القضاء" لم أقف عليه في شيء من الروايات في الكتب المتقدم ذكرها.

<<  <  ج: ص:  >  >>