ونؤمن بأخبار الصفات الواردة عن النبي - صلى الله عليه وسلم- في النزول وغيره إيمانا مجملا ولا نفسرها (١) بل نُمرُّها كما جاءت، وأن المؤمنين يرون الله تعالى يوم القيامة بعيون رؤوسهم ولا يراه الكفار، وأن الله خلق أفعال العباد وأقوالهم ونياتهم وخطراتهم في الطاعة والمعصية، وأنه أمرهم بالطاعة ونهاهم عن المعصية وأراد منهم وقوع ما هم عليه، وأن الإيمان قول وعمل ونية يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية، وأن الإيمان أعلى رتبة من الإسلام والإسلام بعض الإيمان وأن عذاب القبر حق، وأن مسألة منكر ونكير في القبر حق. وأن الجنة والنار مخلوقتان، وأنه أسري بالنبي - صلى الله عليه وسلم- من مكة إلى بيت المقدس، ثم عرج به إلى السماء في يقظة من النبي - صلى الله عليه وسلم-، وأنه اطلع في الجنة والنار وبلغ سدرة المنتهى، فأوحى الله إليه ما أوحى، ورأى النبي - صلى الله عليه وسلم- ربه.
وقد اختلف الصحابة - رضي الله عنهم - بذلك، فمنهم من قال: رآه بعيني
(١) المراد بذلك تفسير الجهمية وهو تأويلها أما فهم المعنى فهذا ثابت، ومن قول الإمام مالك: "الاستواء معلوم". انظر: ص ٦١٤.