للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

معارضة سورة {إِذَا زُلْزِلَتِ الأَرْضُ}، فقال: "إذا زلزلت القصعت زلزالها، وأسر الغضبان أحواه"ا" (١) فالقم فإن اللقم أوحى لها، وفي سورة الفيل بقوله: "الفيل وما أدراك الفيل له ذنب ونبل (٢) ومشفر طويل وإن هذا من كلام ربنا لقليل" (٣).

فضحك منه أصحابه وعلموا بأنه كذاب، فعلم بذلك كله أن القرآن كلام الله أبان به صدق النبي - صلى الله عليه وسلم- فيما أتى به (٤) من النبوة وأنه شاهد من الله له بالصدق لأنه يستحيل من الله إظهار المعجزة على يدي الكذابين لأن ذلك يؤدي إلى قلب الأدلة وبطلانها وقد أمر الله باتباع الوحي والاستدلال له بقوله تعالى: {اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ} (٥) {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ} (٦) وغير ذلك من الآيات. فأصحاب الحديث هم القائلون بأن القرآن كلام الله حقيقة، وهم المستدلون به على أقوالهم ومذاهبهم وعليه عمدة أمرهم وأساس بنائهم. فأما المعتزلة والقدرية فلا يصح تعلقهم ولا استدلالهم به لأنهم يقولون: إن الله لا يجوز أن يكون متكلما، ولا قائلا وإن هذا القرآن المتلو المنزل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم- مخلوق لله يقدرون على الإتيان بمثله.

وإذا احتجوا بآية أو تلوها فلا يقولون إن الذي يسمع منهم هو خلق


(١) الكلمة غير ظاهرة تماما في الأصل وكتبتها حسب ما استطعت قراءتها وفي (ب) كتبت أقوالها.
(٢) هكذا أمكن قراءتها لعدم وضوحها في الأصل.
(٣) لم أقف على هذا الكلام المذكور هنا، وقد ذكر ابن الأثير في الكامل ٢/ ٢٤٤ ترهات أخرى لمسيلمة الكذاب.
(٤) في الأصل الكلمة غير ظاهرة تماما وأمكن قراءتها هكذا وفي (ب) ترك مكانها بياضا.
(٥) الأعراف آية (٣).
(٦) النور آية (٦٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>