للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الله كالشجر والحجر بل هو خلق لهم (١) لأنه كلامهم وجميع كلامهم خلق لهم، فبطل أن يكون لهم فيه حجة أو دليل، وبطل أن يكون معجزة للنبي - صلى الله عليه وسلم- عندهم لأنه إنما ثبت أنه معجزة له ودليل على صدقه إذا ثبت أنه كلام الله حقيقة، وإذا لم يكن ذلك كذلك عندهم فإنما يضاف بأنه كلام الله مجازا كما يضاف قول الحوض إليه مجازا: وهو قول الشاعر:

امتلأ الحوض وقال قطني … مهلا رويدا قد ملأت بطني (٢)

ثبت أن نبوته مجاز (٣) ليست بحقيقة فهم الداخلون تحت عموم قوله تعالى فيما أخبر عن الوليد بن المغيرة (٤) {إِنْ هَذَا إِلاَّ قَوْلُ الْبَشَرِ سأُصْلِيهِ سَقَرَ} (٥) وتحت عموم قوله تعالى: {فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ} (٦) وسأبين الحجة على أنه كلام الله حقيقة بعد هذا إن شاء الله.


(١) سيأتي تفصيل المصنف لكلام المعتزلة والرد عليهم عند ذكره لصفة الكلام فصل رقم ٩٦.
(٢) ذكر هذا البيت ابن منظور في لسان العرب ٥/ ٣٦٧٣ وقال: وقال الراجز ولم يعزه إلى معين.
(٣) قوله - ثبت أن نبوته مجاز - أي عند المعتزلة، فإن السياق يقتضيها.
(٤) الوليد بن المغيرة بن هشام المخزومي والد خالد بن الوليد مات في السنة الأولى من الهجرة بمكة مشركا. انظر: البداية والنهاية ٣/ ٤٥٨.
(٥) المدثر آية (٢٥ - ٢٦) ونزلت هذه الآيات في الوليد بن المغيرة لما طعن في القرآن الكريم ووصفه بأنه سحر من قول البشر. وقد أورد قصة ذلك ابن جرير في تفسيره. انظر: ٢٩ - ١٥٦، الدر المنثور ٨/ ٣٢٩.
(٦) آل عمران آية (١٨٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>