للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[حرمة الخلوة بالمرأة الأجنبية]

ومن السبل الداعية إلى هذه الفاحشة والميسرة لها، الخلوة بالنساء الأجنبيات اللواتي لسن بمحارم، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إياكم والدخول على النساء، قال رجل: أفرأيت الحمو يا رسول الله -أي: قريب الزوج-؟ قال: الحمو الموت) هكذا قال النبي عليه الصلاة والسلام، فالذين يتساهلون ويدخلون إخوانهم على زوجاتهم، والذين يتساهلون ويدخلون أبناء عمومتهم على نسائهم، عليهم أن يستمعوا إلى المذكور في حديث النبي عليه الصلاة والسلام: (الحمو الموت)، فلا تتساهل -يا عبد الله- في إدخال رجل أجنبي بيتك، وتمكنه من زوجتك، وإن كان هذا الرجل قريباً لك، وإن كان هذا الرجل في ظنك تقياً، فإن رجالاً في زمن نبيكم محمد -وهو أفضل الأزمان- دخلوا على نساء فصدرت منهم الفواحش، جاء رجل إلى النبي محمد عليه الصلاة والسلام -كما في البخاري - وقال: (يا رسول الله إن ابني كان عسيفاً عند هذا الرجل -أي: أجيراً عنده- فزنى بامرأته) حدث هذا على عهد نبينا محمد، رجل أجير عند آخر زنى بامرأته.

وقد يقع مثل ذلك الآن مع أقوام قلت غيرتهم، يدخلون المدرس الخصوصي البيت في غياب الرجال، فيدخل يعبث بالبنات، ويعبث بالنساء في غياب الرجل، وهذه خلوة محرمة، وكذلك لا يمكن طبيب من الخلوة بالمرأة، فالطبيب رجل والمرأة مرأة، وكذلك قد يتخذ الطبيب ممرضة في عيادته، ويدخلها على الرجال، أو هو نفسه يخلو بها، فكم من بلية حدثت بسبب هذه اللقاءات بين الرجال وبين النساء، فلم يبح الله لطبيب أن يخلو بممرضة، ولا لمدرس أن يخلو بطالبة، ولا لسائق أن يخلو بربة بيت ولا بامرأة، ولا لرجل أن يخلو بخادمة في بيته، ولا لمدير أن يخلو بسكرتيرة، كل هذا محرم، قال النبي عليه الصلاة والسلام: (ألا لا يخلون رجل بامرأة فإن ثالثهما الشيطان).

فجدير بك -يا عبد الله- أن تحرص على نفسك غاية الحرص من هذه الفتنة، فجريمة واحدة من هذه الجرائم، وفعلة واحدة تنكد عليك دنياك، وتنكد عليك أُخراك، قال النبي عليه الصلاة والسلام قال: (وما فعل قوم الفاحشة إلا ظهرت فيهم الأوجاع التي لم تكن في الأمم من قبلهم) فالحذر الحذر -أيها الناس- من هذه الفتنة الكبرى، ومن مقدماتها، قال تعالى: {وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا} [الإسراء:٣٢].