ومن المداخل التي يدخل الشيطان بها للتشويش على أهل الإيمان الرؤى والأحلام المفزعة المزعجة، فهو يخوف من طريق هذه الرؤى، فيأتيك برؤيا قد سبكها وأتقنها، فلا تشك في صدقها من شدة سبكها وحسن صياغتها، حتى يشتت عليك فكرك، ويدمر عليك عقلك، ويجعلك دائماً قلقاً مضطرباً، ولكن قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(الرؤيا ثلاث: منها رؤيا من الله، ومنها حديث للنفس، ومنها رؤيا تحزين وتخويف من الشيطان)، فيخوف الشيطان العباد بهذه الرؤى المزعجة، ولكن نبينا محمد عليه الصلاة والسلام علمنا هدياً، وسن لنا سنناً لاتقاء هذه الرؤى المفزعة، حتى إن أبا قتادة رضي الله عنه يقول -كما في الصحيحين-: كنت أرى الرؤيا تمرضني -أي: من شدة هولها وشدة مطالعها وثقلها- فسمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:(إذا رأى أحدكم ما يكره فليتعوذ بالله من شرها ولا يحدث بها أحداً فإنها لن تضره) فسري عني، وذهب عني الذي كنت أجد -أي: من هم هذه الرؤيا ومن ألم هذه الرؤيا.