للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[تعظيم حرمات الله]

قال تعالى: {ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ} [الحج:٣٠] أي: يوقرها حق توقيرها ولا يعبث بها، بل ينزلها منازلها، ويتقن عمله فيها.

{ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ} [الحج:٣٠]، ومن تعظيم حرمات الله: أن تعظم حرمات الله في بيت الله الحرام، وأن تعظم حرمات الله عند الأضاحي، فلا تأخذ منها الهزيل الذي لا يجزئ، ومن تعظيم حرمات الله أن تؤدي المشاعر كما أمرك ربك، وكما علمك نبيك محمد عليه الصلاة والسلام.

{ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الأَنْعَامُ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ} [الحج:٣٠] أي: قول الشرك والافتراء الكاذب.

كذلك: {حُنَفَاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ} [الحج:٣١] كما حدث رسول الله عليه الصلاة والسلام: (عن روح الكافر إذا مات، تلقتها الملائكة فصعدت بها إلى السماء، فيخرج منها أنتن ريح عُرفت على وجه الأرض، فلا يمرون بها على ملأ من الملائكة إلا وتسأل: ما هذه الروح الخبيثة كانت في الجسد الخبيث؟ ما هذه الريح النتنة؟ فيقولون: روح فلان بن فلان، فتصعد بها الملائكة إلى السماء، فتستفتح لها، فلا تفتح لها أبواب السماء، ثم يأمر الله سبحانه أن تُرد هذه الروح إلى الأرض السابعة السفلى، وأن يكتب كتابها في سجين، فتخر من السماء، وقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم {وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ} [الحج:٣١]).