وقبل ذلك وصل المشركون إلى باب غار ثور، والنبي فيه هو وأبو بكر، وأبو بكر يقول: يا رسول الله لو نظر أحدهم تحت رجليه لأبصرنا، والنبي يقول:(يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما) وفي ذلك يقول تعالى: {إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا}[التوبة:٤٠].
أنجى الله نبيه وخرج مسافراً إلى المدينة في أيام طويلة، فلقيه الزبير في الطريق، وكان الزبير راجعاً من الشام بتجارات فيها الثياب البيض، فكسا النبي ثوباً أبيض، وكسا أبا بكر ثوباً أبيض، واتجه الرسول وصاحبه إلى المدينة، كلما سأل سائل أبا بكر - أبو بكر شخص يُعرف والرسول شاب لا يُعرف، مع أن الرسول أكبر سناً من أبي بكر - فكلما سأل سائل أبا بكر: من هذا الذي معك يا أبا بكر؟ قال: هذا هادٍ يهديني السبيل.