أما الصلاة فشأنها عظيم وشأن مقدماتها عظيم، فابتداؤها أذان المؤذن، وفي فضل المؤذن أنه لا يسمع مدى صوته إنس ولا جان إلا شهد له يوم القيامة، ولا يسمع صوته حجر ولا مدر ولا شجر إلا شهد له يوم القيامة، ثم أنت بذهابك إلى الصلاة تخطو خطوة ترتفع بها درجة وخطوة أخرى تزال عنك بها خطيئة، ووضوءك للصلاة يغسلك من الذنوب ويغسلك من الخطايا، كما قال النبي عليه الصلاة والسلام:(أرأيتم لو أن نهراً بباب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات هل ترون أن ذلك يبقي من درنه شيئاً؟ قالوا: لا يبقي ذلك من درنه شيئاً -أي: من أوساخه شيئاً- يا رسول الله! فقال عليه الصلاة والسلام: وكذلك الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا).
آثار الخطى إلى المسجد تكتب لك في صحائف أعمالك، قال تعالى:{إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ}[يس:١٢] وكذلك دخولك المسجد فعلى باب المسجد ملائكة يسجلون اسمك في عداد الداخلين، صلاتك ترقبها الملائكة، بل ويرقبها رب العالمين سبحانه، وتشهدك لله ترتفع به درجة، وكذلك سجودك فإنك لن تسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة وحط الله بها عنك خطيئة، وانتظارك للصلاة في المسجد سبب في صلاة الملائكة عليك، ولاستغفار الملائكة لك، كما أن انتظارك للصلاة من الرباط الذي قال فيه الرسول عليه الصلاة والسلام:(وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذالكم الرباط فذالكم الرباط)، صلاة في جوف الليل ترفعك درجات في عليين.