[من لوازم الإمارة أو الرئاسة]
من الشروط التي وضعها العلماء في الخليفة أو الرئيس الذي ينبغي أن يكون رئيساً ويجدر بنا أن نرشحه ونبايعه أن يكون ممن يقيم دين الله، وممن يقود الناس بشريعة الله بكتاب ربهم وسنة نبيهم محمد عليه الصلاة والسلام، وقد قال الله تعالى لخليله إبراهيم عليه الصلاة والسلام: {إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي} [البقرة:١٢٤] أي: يا رب! واجعل من ذريتي أئمة، قال الله: {لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} [البقرة:١٢٤] أي: ليس لظالم عندي عهد أن يكون إماماً.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الأئمة من قريش ما أقاموا الدين)، وهذا الشرط الثاني الذي عليه جمهور أهل السنة، فالأئمة من قريش، لكن ذلك مقيد بقوله: (ما أقاموا الدين).
، فالناظر إلى عموم المرشحين يجد أن من برامجهم فصل الدين عن السياسية، وهذا منكرٌ من القول وزور، وهذا مخالفٌ لكتاب الله ولسنة نبي الله، قال تعالى:: {أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} [البقرة:٨٥]، فأي مرشح كائنا من كان يعلن في برنامجه أنه يفصل الدين عن السياسة، لا يستحق ولا يجدر بنا أن ننتخبه إن صحت الانتخابات، وهذا دينٌ ندين ربنا سبحانه وتعالى به، ألم تسمعوا قول خالقكم: {يَا دَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ} [ص:٢٦]، ألم تقرأوا قول ربكم: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} [المائدة:٤٤]، وفي الآية الأخرى: {فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [المائدة:٤٥]، وفي الثالثة: {فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [المائدة:٤٧]، ولا أقصد الحكم بكفر شخص، فهناك كفرٌ دون كفر، كما هو مقررٌ عند أهل السنة، إلا إذا استحلوا الحكم بغير ما أنزل الله، فينتقل الأمر إلى الكفر عياذاً بالله.
فمن شروط الإمام المستخلف: أن يقيم الدين، وأن يعلن عن وجهته صريحةً أنه سيقيم دين الله، أما أن يتسابق القوم المرشحون في إرضاء أهل الكفر وأتباع المذاهب الباطلة، فذلك جديرٌ أن يحملنا على هجران كل تلك الترهات.
فديننا لا يقر بحزب سوى حزب الرحمن، وإننا نقر ببطلان كل هذه المبادئ المعلنة، فديننا ليس فيه اشتراكية، ولا ديمقراطية، وليس فيه حزب التكامل ولا التكافل، ولا غير ذلك، إنما ديننا فيه حزب الله، وحزبنا الوحيد حزبٌ يأتمر بأمر الله وأمر رسوله محمد عليه الصلاة والسلام، ليس لنا دين إلا ذلك، وكفانا ترهات وضلالات، فكل شخص يأتي يفرض مذاهبه ثم من يسبح بحمده.
وكنا في زمن رئيس أسبق ينادى فيه بالاشتراكية، ويؤلف فيه المؤلفون، وينادي الشعراء الماجنون فيقول قائلهم: الاشتراكيون أنت إمامهم.
ويسبون الرسول، ويوصف النبي صلى الله عليه وسلم بالاشتراكية، وآخر يصف النبي بالديمقراطية، عياذاً بالله من هذه الترهات).
وقد ذكر العلماء من لوازم الإمارة ومن لوازم الملك والرئاسة أن يكون المرشح مُلماً بشيءٍ ما من أمر دينه، فيعرف الحلال والحرام، ويعرف أنواع القضاء، ويستدل لذلك بعضهم بقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ} [البقرة:٢٤٧] فهذه وجوه اصطفاء.
فهذه بعض لوازم الإمارة والرئاسة، ومطالعها لا تنبي عن أنها تتوافق مع أحد من هؤلاء الذين يسعون لإرضاء الأمريكان.
فالحمد الله الذي حفظ علينا عقولنا، ونسأل الله ألا يجعلنا من السفهاء، ونسأل الله ألا يجعلنا نماري ولا نجامل في دينه؛ لأننا سنسأل بين يدي خالقنا عن كل كلمة نتكلم بها، وعن كل شهادة ندلي بها، والله على ما أقول وكيل، والله من وراء القصد وبالقصد، عليمٌ ومحيط سبحانه وتعالى.
اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، ولا تجعله ملتبسا علينا فنضل، واجعلنا للمتقين إماماً، اللهم يا ولي الإسلام وأهله: ثبتنا على الإسلام والإيمان حتى نلقاك.
اللهم: ثبتنا على الإسلام والإيمان حتى نلقاك، اللهم: ثبتنا على الإسلام والإيمان حتى نلقاك، اللهم: ولِّ علينا خيارنا واصرف عنا شرارنا، اللهم: ولِّ علينا خيارنا واصرف عنا شرارنا، اللهم: ولِّ علينا خيارنا واصرف عنا شرارانا، اللهم: خيِّر لنا واختر لنا.
اللهم: خير لنا واختر لنا.
اللهم: خير لنا واختر لنا ولا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا يا رب العالمين، ربنا: هذا زاد المقل، وهذا دعاء الداعي، فمنك الإجابة وعليك التكلان، ومنك السداد يا أرحم الراحمين.