للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[رحيل العام يذكر برحيلنا من الدنيا]

عباد الله! كما انقضى عامكم فستنقضي أعماركم، كما انقضت أيامكم ستنقضي دنياكم، وحينئذٍ تنظر نفسٌ ما قدمت لغد، وحينئذٍ تندم على التفريط في جنب الله، قائلة: {يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ} [الزمر:٥٦] قائلة: {لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ} [الزمر:٥٧]، فقفوا مع أنفسكم وقفات وراجعوها وحاسبوها أشد الحساب حاسبوها على النظرات، حاسبوها على الصلوات، حاسبوها وسلوها كم قمت أيتها النفس في عامك المنصرم من ليلة تتقربين فيها إلى الله؟ كم تجافت الجنوب عن المضاجع؟ سلوا النفس أسئلة وحاسبوها حساباً، قبل أن يأتي يوم لا مرد له من الله، قبل أن يأتي يوم تقول فيه الأنفس: {يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} [الأنعام:٢٧]، قبل أن يأتي هذا اليوم وأمركم بأيديكم، فحاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم، واستغفروا ربكم إنه كان غفاراً.