فيا عباد الله! اتقوا الله في أنفسكم، اتقوا الله في بناتكم، ما معنى أن تخرج ابنتك قد لبست فستاناً وحسرته من المنتصف حتى قارب عورتها؟ ما معنى هذا إلا الدعوة إلى الفحش، ما معنى أن تخرج ابنتك وقد لبست ملابس ضيقة؟! ولم تكتف بضيقها بل شقتها من أسفل كي يرى الناس عورتها والعياذ بالله، فمن منكم يرضى لابنته أن تكون هكذا؟ إن أهل الشر والفساد سُئلوا سؤالاً: لماذا تصممون الأزياء مفتوحة من الخلف ولا تصممونها مفتوحة من الأمام؟ ليس السؤال سؤال إنكار إنما السؤال سؤال استفسار، قالوا: إنهم جربوا شق الثوب من الخلف فوجدوه أكثر إثارة من شق الثوب من الأمام، فلذلك شقوا ثوب المرأة من الخلف.
وصنعوا عطوراً خاصة بالنساء كي تجذب الرجال إليهن، وصدق الهل إذ يقول:{وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا}[النساء:٢٧].
فإذا كان هناك دعاة للشر، فكونوا من أئمة الخير ومن الدعاة إليه، وإذا كان ثم دعاة إلى الفحش وإلى الرذائل، فهذه سنة لله جرت في الخلق أن يكون من العباد دعاة للشر والفساد، وفي المقابل دعاة للعفة والطهر والطهارة قال ربنا سبحانه:{هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ}[التغابن:٢]، فأهل الشر يريدون بكم وبنسائكم الشر، ولا يبرحون من نشر شرهم، ومن نشر فسادهم، بل يعكفون آناء الليل وأطراف النهار للتحضير لإفسادكم، ولإفساد نسائكم، ولنشر الدعارة والفسق والفجور.
فكونوا -يا عباد الله- من ذوي الشهامات، ومن ذوي الكرامات، ومن ذوي الغيرة على أنفسكم وعلى بناتكم، ولكم جميعاً لقاء عند الله سبحانه يحاسبكم على ما قصرتم وعلى ما فرطتم، فقبل أن يأتي يوم تقول فيه نفس:{يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ * أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ}[الزمر:٥٦ - ٥٧] قبل هذا فانتبهوا لأنفسكم وانتبهوا لبناتكم، (فكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته).
لا تترك ابنتك تقرأ المسرحيات، ولا تقرأ الصحف الداعية إلى الفسق وإلى الفجور، لا تترك ابنتك ساعات الليل والنهار تنظر إلى الأفلام الخليعة المهيجة للفواحش، لا تترك ابنتك مع خاطبها الذي خطبها ولم يعقد عليها بعد.