كذلك من السبل الموصلة إلى هذه الفاحشة الكبرى، خضوع النساء بالقول، ورب العزة يقول في كتابه الكريم:{فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا}[الأحزاب:٣٢] فالنسوة اللواتي يخضعن بالقول، ويرققن القول للرجال الأجانب مرتكبات للمآثم، ومرتكبات للحرام، فثم رجال في قلوبهم مرض إذا رقت المرأة في قولها له ظن أنها تريد منه الفاحشة قولاً واحداً، ولا يفكر فيما سوى ذلك، ومن ثم نهى الله سبحانه النساء عن الخضوع بالقول فقال:{فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا}[الأحزاب:٣٢]، وقال سبحانه:{وَلَكِنْ لا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا إِلَّا أَنْ تَقُولُوا قَوْلًا مَعْرُوفًا}[البقرة:٢٣٥] فلا ينبغي لامرأة أن تخضع بقولها في الهاتف، ولا في حديثها مع الرجال الأجانب، فإن ذلك يدعو إلى الفاحشة ويزينها، ولكن كما قال القائل أيضاً: وما عجب أن النساء ترجلت ولكن تأنيث الرجال عُجابُ فثم رجل يتحدث في الهاتف أو مع الناس بأسلوب جافٍ وقوي، فإذا تحدث مع النساء خضع لهن بالقول كما تفعل النسوة، فيقع في حبائله نساء كثيرات يفتن بهن ويفتن به، فكل ذلك من السبل الداعية إلى هذه الرذيلة، وإلى هذه الفاحشة، فاحشة الزنا والعياذ بالله!