وكثرة الضحك كذلك تؤثر على القلب، ليست الحياة هكذا ضحك كثير وكلام كثير، الإنسان إذا تحدث كثيراً، وكلمه الناس كثيراً في موضوعات شتى سيمتلئ القلب، والقلب له قدرة معينة فيمتلئ القلب من هذا العبث كله، وهذا الوسخ كله، ولا يجد لذكر الله مكاناً، كما قال القائل: أتاني هواها قبل أن أعرف الهوى فوجد قلباً خالياً فتمكنا الشيء الذي يؤثر على القلب سيثبت فيه، فالشيء الذي يأتي على القلب أولاً يثبت فيه، فأقبل على كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، واتق اللغو والرفث والقراءة في المجلات الخليعة؛ فرب صورة عارية تنظر إليها في مجلة وأنت ذاهب تشتري من بقال فتجد مغبتها في قلبك، وتجد أثرها السيء في قلبك، وأنت جالس تذاكر أو تقرأ القرآن تعرض لك، يذكرك الشيطان صورة البنت التي رأيتها في المجلة، وصورة وجهها ورجليها على المجلة، وهذا شيء كلنا جربه فلذلك نحرص على أن نملأ قلوبنا بذكر الله، ونحرص على أن نملأ قلوبنا بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى لا يجد اللغو واللهو مكاناً ولا متسعاً في قلوبنا، إذا امتلأ قلبك بذكر الله وبسنة رسول الله صرف عنه السوء بمشيئة الله تعالى.
فمن علاج القلوب أن تملأه بذكر الله، في قصة الواهبة نفسها، قال الصحابي: زوجنيها يا رسول الله! قال: (كم معك من القرآن؟ قال: كذا وكذا، قال: تحفظهن عن ظهر قلب؟ قال: نعم، قال: زوجتكها بما معك من القرآن)