والرؤيا أُثبتت أصولها في كتاب الله، ولم يجد الملاحدة إلى الآن تأويلاً مقبولاً سائغاً عندهم للرؤى التي يرونها.
فتتحقق كما رأوا، فأحدهم قد يرى رؤيا وتتحقق بعد عام، فيقف على تفسيراته المادية الإلحادية، قائلاً: كيف كان هذا؟ قد رأيت هذا من عام في نومي! فيحتار ولا يجد تأويلاً سائغاً مقبولاً على منهجه الإلحادي الشيوعي لتأويل الرؤى، فيقف تائهاً حيراناً استهوته الشياطين في الأرض.
ولكن أهل الإسلام يعلمون أن الرؤى منها أشياء من الله سبحانه وتعالى يبشر الله بها أهل الإيمان، كما قال النبي عليه الصلاة والسلام (لم يبق بعدي من المبشرات إلا الرؤيا الصالحة، يراها المؤمن أو تُرى له، وأصدقكم رؤيا أصدقكم حديثاً).
وفي كتاب الله أن يوسف عليه السلام رأى رؤيا فتحققت له بعد سنوات، ورأى الخليل إبراهيم أنه يذبح إسماعيل، فقال إبراهيم:{يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى}[الصافات:١٠٢]، ورأى رسولنا رؤيا، قال تعالى:{لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا}[الفتح:٢٧]، إلى غير ذلك، ورأى الملك -كما في سورة يوسف- رؤيا، ورأى السجينان اللذان كانا مع يوسف رؤيا، كما قال تعالى عنهما:{إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا وَقَالَ الآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ}[يوسف:٣٦]، فهذه أصول الرؤيا في كتاب ربنا، وفي سنة نبينا عليه الصلاة والسلام.