للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[ذكر الله طمأنينة للقلوب]

وذكر الله سبحانه طمأنينة للقلب وقوة في الأبدان وعافية في الأجسام، ذكر الله طمأنينة للقلب وللفؤاد، وراحة للأبدان والأجساد، ودفع للوساوس والشياطين.

به تستدر الأرزاق، وبه تدفع البليات، وبه تحط الخطايا والسيئات، به ترتفع الدرجات، ذكر الله به تطمأن القلوب، قال الله سبحانه وتعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد:٢٨].

فالقلب المضطرب الخائف يسكن ويطمئن إذا ذكر الله سبحانه وتعالى، ها هم أصحاب نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم، خرجوا من غزوة أحد وبهم ما بهم من القتل والجراح، شج رأس نبيهم صلى الله عليه وسلم فأتاهم آت يخوفهم من عدوهم ويقول لهم: إن أبا سفيان قد استدار لاستئصالكم ومحو آثاركم واستباحة مدينتكم، فماذا قالوا أمام هذا التخويف وأمام هذا الإرجاف، وأمام هذا التهويل، قالوا: حسبنا الله ونعم الوكيل، فحكى الله مقالتهم في كتابه {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ} [آل عمران:١٧٣ - ١٧٤].

هذا الخليل إبراهيم صلى الله عليه وسلم يؤخذ ليلقى في النار، وهو ثابت صابر مطمئن القلب يقول: حسبي الله ونعم الوكيل، فكفاه الله شر عدوه.

وهذا غلام آخر صغير في أيدي الجبابرة والظلمة أخذوه ليلقوه من أعلى شاهق أو يرجع عن دينه، أو ليلقوه في وسط اليم وهو يقول: اللهم اكفنيهم بما شئت، فيكفيه الله سبحانه وتعالى إياهم بما شاء، فبذكر الله تطمئن القلوب، قد تقوم فزعاً من نومك لرؤيا مزعجة، أزعجتك وأقلقت عليك مضجعك، تقوم وأنت مضطرب حزين مهموم من هذه الرؤيا، ولكن إذا ذكرت الله متعوذاً به من شرها واتبعت الوارد عن رسول الله فلن تضرك بإذن الله ويذهب عنك ما بك.

قال أبو قتادة رضي الله عنه: كنت أرى الرؤيا أشق عليّ من الجبال، فلما سمعت حديث النبي صلى الله عليه وسلم سري عني.

يقصد (الحلم من الشيطان والرؤيا من الله، فإذا رأى أحدكم ما يكره فليتفل عن يساره ثلاثاً، وليتعوذ بالله من شرها، ولا يحدث بها أحداً، فإنها لن تضره بإذن الله).

وكذلك قد تكون متشككاً في أحد إخوانك، لكن إذا أقسم لك بالله اطمئن قلبك وذهبت عنك الوساوس، ما دام قد أقسم لك بالله سبحانه، فبذكر الله يطمئن القلب الخائف، قال تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ} [الرعد:٢٨].