نعم يستحب للشخص أن يتسحر، وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم:(تسحروا فإن في السحور بركة)، ويستحب له أن يؤخر ذلك السحور، بمعنى: أنه يجعل السحور قريباً من الفجر، وذلك لما أخرجه البخاري من حديث سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال:(كنت أتسحر في أهلي، ثم تكون سرعتي أن أدرك السجود مع رسول الله صلى الله عليه وسلم)، وفي رواية:(أن أدرك السحور مع رسول الله صلى الله عليه وسلم).
والرواية الأولى:(أن أدرك السجود)، عليها أكثر العلماء.
وكذلك ورد في هذا الباب من حديث زيد بن ثابت رضي الله عنه قال:(تسحرنا مع النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قام إلى الصلاة، قلت: كم كان بين الأذان والسحور؟ قال: قدر خمسين آية)، أي: قدر ما يقرأ القارئ خمسين آية، فهذا يدل على تأخير السحور إلى قريب الفجر، وقد قال تعالى:{وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ}[البقرة:١٨٧]، وبالله التوفيق.