أيها الإخوة! اصبروا على الابتلاءات تحظوا بمحبة ربكم، إن الله يحب الصابرين، إن الله مع الصابرين، {أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ}[البقرة:١٥٧].
- فمن مقاصد الابتلاء نيل محبة الله بعد نيل الإمامة، ألم تروا أن أيوب عليه السلام نال درجة علية وشهادة سامية بصبره على البلاء؟ قال تعالى:{إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ}[ص:٤٤]، ثلاث شهادات لو نال واحدة منها شخص منا ما وسعته الدنيا بأسرها، قال:{إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ}[ص:٤٤].
هل نال الصديق يوسف درجة الصديقية إلا بالصبر على ما حل به من البلاء؟! هل نال نوح درجة العبد الشكور إلا بصبره على البلاء؟! وإبراهيم الذي وفى هل نال درجة الإمامة إلا بصبره على البلاء {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ}[البقرة:١٢٤]؟! الشاهد:{وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ}[البقرة:١٢٤] أي: بأوامر ونواهٍ، فقام بهن وصبر، فقال الله له:{إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا}[البقرة:١٢٤] فالإمامة تنال بالصبر محبة الله تنال بالصبر معية الله تنال بالصبر الدرجات ترفع بالابتلاءات والصبر عليها.
جعلنا الله وإياكم من الصابرين، استغفروا ربكم إنه كان غفاراً.