وبعد: فحديثنا هو عن فقه تربية الأولاد على ضوء ما ورد في كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم لا على ضوء ما ورد في كتب علم النفس والفلسفة، فخير الهدي -دائماً وأبداً- هدي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ثم إن الله سبحانه وتعالى قال في كتابه الكريم:{مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ}[الأنعام:٣٨]، وقال سبحانه وتعالى عن نفسه:{أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ}[الملك:١٤]، فالذي خلقنا وخلق أطفالنا وأولادنا وبناتنا هو الله سبحانه وتعالى؛ فتشريعه خير تشريع، وهدي نبيه خير هدي، صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
فجدير بنا إذاً أن نتلمس خطى رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم، ونتلمس أوامره وآدابه ونطبقها مع أبنائنا حتى يسلم لنا أبناؤنا، لذلك فإن حديثنا عن تربية الأولاد ليس عن تجربة شخصية، فالتجارب الشخصية تختلف من شخص إلى آخر، وليس عن حكاية سُطِّرت فالحكايات ما أكثرها، ولكن من خلال نصوص من كتاب ربنا، ومن سنة نبينا محمد عليه الصلاة والسلام، ثم من أقوال أهل العلم من سلفنا الصالح رحمهم الله الذين هم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ثم التابعون، ثم أتباع التابعين، فهؤلاء هم خير القرون، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم (خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم).