الرسول عليه الصلاة والسلام لما جاءه فقراء المهاجرين وأخبروه بقولهم:(ذهب أهل الدثور بالأجور، وبالدرجات العلى والنعيم المقيم) ودلهم على الذكر؛ سمع الأغنياء بالذي تعلمه الفقراء من رسول الله صلى الله عليه وسلم فصنعوا كصنيعهم، فجاء الفقراء مرة أخرى إلى رسول الله فماذا قال الرسول؟ قال:(ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء) سبحانه وتعالى.
وقال النبي عليه الصلاة والسلام:(نعم المال الصالح للعبد الصالح) وقال النبي عليه الصلاة والسلام كذلك: (لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله مالاً فسلطه على هلكته في الحق، ورجل آتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها).
الشاهد: أن الغني الشاكر محمود على كل حال، وليس المقام مقام تفصيل وتفضيل بين الغني الشاكر أو الفقير الصابر، ولكن المراد أن الغني الشاكر محمود على كل حال، فليكن حالك هكذا دائماً، يدور بين الشكر عند النعماء، وبين الصبر والرضا بالقضاء عند الضراء.
بذكر الله تنزل السكينة وتحف الملائكة وتغشى الرحمة، الملائكة تنزل على الذاكرين الله والذاكرات، وعلى التالين لكتاب الله، السكينة تغشاهم كذلك، الرحمات تتنزل عليهم كذلك، وفضلاً عن ذلك فإن، الرب سبحانه وتعالى يذكرهم.