ثم جدير بكل أب غيور، وجدير بكل أب فخور أن يبعد التلفزيون عن بيته، وأن يمنع إدخال الأغاني الساقطة أو الهابطة إلى بيته، وأن يمنع أيضاً الفيديو، وكذا أجهزة الشر المستحدثة كأجهزة البث المباشر -الدشوش-، فآلات الفساد هذه الجدير به أن يصرفها عن بيته؛ فهي منابت سوء، ومدمرات تدمر البيوت، فبسببها قد ترى البيت ظاهره التماسك، ولكن الأم تخرج موترة، والأب يخرج موتراً، والبيت مدمر من داخله، أي دين يبيح لأجهزة الإعلام الفاسدة هذه أن تبث منظراً فيه رجلٌ يقبل امرأة؟! أي دين يقر هذا العمل؟! لا اليهودية ولا النصرانية ولا الإسلام يقر أن يأتي منتج مفسد يبث صورة لرجل يحتضن امرأة أو يقبلها.
هذا الفساد العريض والأفلام الساقطة التي يبثها هؤلاء الفاشلون المفسدون في الأرض، الذين قال الله سبحانه مبيناً حالهم:{وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا}[النساء:٢٧].
هل تظن أن نبينا محمداً يرى هذه المناظر ويقرها في بيته؟! سواء كان فيلماً خبيثاً ماكراً أوغيره مما يراد من ورائه الدعارة وبث الشر والفساد؟! هل ترى الرسول يسكت على ذلك؟! أو هل ترى أصحاب نبينا محمد يقرون ذلك؟! كما أشرنا فالمعاشرة والمخالطة تهوّن المعاصي، وتسهلها على النفوس، ولكن إن كان هذا ينفع في الدنيا فلن ينفع في الآخرة، فرب العزة يقول:{وَلَنْ يَنفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ}[الزخرف:٣٩]-والعياذ بالله-.
فجدير بكل أب غيور أن يحافظ على بيته من الأجهزة المدمرة، ولا يظن الخير أبداً في الأجهزة، فأي طفل لديه رائحة من الإسلام ومن تعاليم الإسلام لا يحتاج إلى من يفتيه في هذا الفيلم: أهو حرام أم حلال؟ لأن كل ذي فطرة سليمة يرفضه بشدة.
وقد بُنيت الأفلام في مصر على شيء باطل جملة وتفصيلاً ألا وهو العشق، وما أكثر ما يركزون على حب شاب لفتاة، وقد ينتهي هذا الحب إما بفاحشة، وإما بسرقة، وإما بقتل، وإما بخيانة، هذا هو مستوى الأفلام الهابطة في مصر، مع ما يعتريها من رقص وغناء ماجن وتهييج على الفواحش.
الحقيقة أنه ليس أحد من الناس يضربك حتى تدخل في بيتك تلفزيوناً، ولم يكرهك على أن تجعل فوق ظهر بيتك هذا الطبق الذي يُعد شعاراً ينمّ عن خبث ودياثة، وكذلك الفيديو وآلات الشهوات، فهل ضربك أحد؟ وهل أجبرك أحد حتى ترفع هذا الشعار على بيتك؟ إن الشيطان وأتباع الشيطان الذين سولوا لك سيتبرءون من فعلك يوم القيامة، ويقول إبليس:{وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}[إبراهيم:٢٢].