بسم الله الرحمن الرحيم إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وآله وصحبه.
أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
أذن إبراهيم صلى الله عليه وسلم في الناس بالحج كما أمره الله، فأتاه الناس من كل فجٍ عميق، أتوه على كل ضامر، ورجالاً كذلك، ممتثلين أمر ربهم سبحانه وتعالى.
مطلع الآيات فيها:{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ}[الحج:٢٥] أي: ويصدون أيضاً عن المسجد الحرام، فثم سعاة إلى بيت الله يطلبون مغفرة الله ورضوانه، وثم مانعون يمنعون الناس من بيت الله، ويصرفونهم عن طاعة الله، وثم قوم رغبوا في مغفرة ربهم، فشدوا رحالهم إلى بيت الله الحرام، كي تسكب عنده العبرات، وثم آخرون وقفوا لهم بكل مرصد، يصدون الناس عن بيت الله الحرام وعن مغفرة الله.
قال تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ}[الحج:٢٥] أي: ويصدون عن المسجد الحرام كذلك، ((الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاءً)) [الحج:٢٥] أي: يستوي فيه (العاكف) أي: المقيم بمكة، (والباد) أي: الخارج عن مكة، فلكل الناس حق في المسجد الحرام.