وقوله صلى الله عليه وسلم:(لأعلمنك أعظم سورة في كتاب الله) يدل على تفاضل بعض السور على بعض، أو على فضل بعض السور على بعض، وإن كان القرآن كله من عند الله سبحانه إلا أن بعضَ الآيات تفضُل بعضاً، وبعضَ السور تفضُل بعضاً.
قال النبي صلى الله عليه وسلم لـ أبُي بن كعب:(يا أبُي! أتدري أي آية في كتاب الله معك أعظم؟ قال:{اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ}[البقرة:٢٥٥] وضرب النبي صلى الله عليه وسلم بيده في صدره، وقال: ليهنك العلم أبا المنذر).
فدل هذا على فضل آية الكرسي على غيرها.
ودل حديث أبي سعيد بن المعلَّى على فضل سورة الفاتحة على غيرها.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه كما في صحيح مسلم:(احشدوا، فإني سأقرأ عليكم ثلث القرآن، فاجتمعوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فخرج فقرأ عليهم سورة الإخلاص:{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}[الإخلاص:١]، وقال: والذي نفسي بيده! إنها لتعدل ثلث القرآن).
فدل هذا على تفاضل بعض السور، وعلى فضل بعض الآيات على بعض، وإن كان الكل من عند الله سبحانه وتعالى.