وما دام هذا العام قد انصرم فلننظر ماذا قدمنا في عام قد انقرض، في عام هذا ختامه؟ كم قمنا لله في ليل؟ كم تصدقنا من صدقة؟ كم أدينا من زكاة؟ هل اعتمرنا؟ هل حججنا؟ هل أصلحنا بين الناس؟ هل وصلنا الأرحام؟ فكل هذه أسئلة ينبغي أن يطرحها كل منا على نفسه، قبل أن يطرحها الله عليه ويسأله في يوم الدين: هل وصلت رحمك؟ كم صليت لله من ركعات؟ هل طهرت قلبك من غش المسلمين؟ فيجب علينا أن نراجع أنفسنا في ختام هذا العام الذي كاد أن ينصرم.
انظروا إلى السيئات وقدموا لها توبةً واستغفاراً، وانظروا إلى الأرحام التي قد قطعت وعاهدوا الله على الوصل بعد هذا القطع الطويل، انظروا إلى الشح الذي قد صدر منكم، وعاهدوا الله على البذل وعلى العطاء، اعفوا عن الناس ليعفَو الله عنكم، فهو يحب الكاظمين الغيظ والعافين عن الناس ويحب أهل الإحسان.