للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقوله: ((يَتَغَنَّى بِالْقُرْآنِ) يعني: يحسن صوته بالقرآن، والمقصود بالتغني: تحسين الصوت بالقرآن مع الجهر به، وهو مستحب.

والتغني غير التمطيط والتلحين، فهما مكروهان، ومن اللحن المكروه إدغام ما لا يجوز إدغامه، ومد ما لا يجوز مده؛ ولهذا كره الإمام أحمد رحمه الله قراءة الإدغام الكبير (١)، وقال عمر بن عبد العزيز رحمه الله- لمؤذن أذن فطرب فى أذانه-: ((أَذِّنْ آذَانًا سَمْحًا، وَإِلا فَاعْتَزِلْنَا)) (٢).

وفي هذه الأحاديث: إثبات صفة الاستماع لله عز وجل، وهو من الصفات الفعلية؛ كالغضب، والكراهة، والسخط، والخلق، والرزق، والإحياء، والإماتة، وقد قال تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} وقال سبحانه: {هَلْ تَعْلَم لَهُ سميًّا}، وقال تعالى: {فَلَا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}، فالله تعالى لا يشبه أحدًا من خلقه، لا في ذاته، ولا في صفاته، وهو الكامل سبحانه في ذاته وصفاته وأفعاله.


(١) معونة أولي النهى، لابن النجار (٢/ ١٢٦).
(٢) أخرجه البخاري معلَّقًا مجزومًا به (١/ ١٣٥)، ووصله ابن أبي شيبة (٢٣٧٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>