الإثم عن الباقين، ودليله: قول الله تعالى: {ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون}، وهذا متفق عليه، ولم يخالف في هذا إلا الرافضة، فقالوا: ليس بواجب (١)، ولا عبرة بخلافهم.
وأما المنكر في المسائل المختلف فيها اختلافا قويا فقد ذهب العلماء إلى عدم الإنكار على صاحبها، كما لو رأيت شخصا يصلي وقد أكل لحم جزور ولم يتوضأ، فلا تنكر عليه؛ لأن المسألة خلافية بين أهل العلم، فقد يكون فاعل ذلك يرى أن أكل لحم الجزور لا ينقض الوضوء، أو مقلدًا لمن يرى ذلك.
وأما إذا كان المنكر في المسائل المختلف فيها اختلافا ضعيفًا، ليس له حظ من النظر، فحينئذٍ يحب الإنكار.
(١) شرح مسلم، للنووي (٢/ ٢٢)، إحياء علوم الدين، للغزالي (٢/ ٣١٥).