خالد بن الوليد رضي الله عنه، وفُتح له، فلما بلغ النبي صلى الله عليه وسلم الخبر جلس على المنبر يُعرَف في وجهه الحزن.
قوله صلى الله عليه وسلم:((اذْهَبْ فَاحْثُ فِي أَفْوَاهِهِنَّ مِنَ التُّرَابِ)): فيه: دليل على أنه يُنكَر على من بكى بالصياح، وأن من الإنكار عليه: أن يحثى في وجهه التراب.
وقولها:((فَقُلْتُ: أَرْغَمَ اللَّهُ أَنْفَكَ، وَاللَّهِ مَا تَفْعَلُ مَا أَمَرَكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَمَا تَرَكْتَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْعَنَاءِ))، يعني: ثلاث مرات تذهب وتقول: ما أَطَعْنَنِي، فأتعبتَ الرسول عليه الصلاة والسلام، وأنت لم تفعل ما أمرك به النبي صلى الله عليه وسلم؛ ولهذا دعت عليه، فقالت:((أَرْغَمَ اللَّهُ أَنْفَكَ))، تعني رضي الله عنهما: أن عمر ما امتثل لأمر النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يرِح النبي صلى الله عليه وسلم من العناء والتعب، بل أتعبته بكثرة التردد عليه، وهذا اجتهادها رضي الله عنها.