في هذا الحديث: أن هذه القصة التي حصلت مع عائشة رضي الله عنها ومع النبي صلى الله عليه وسلم كان الحامل عليها الغيرة، فإنه خرج النبي صلى الله عليه وسلم من عندها، فظنت أنه يريد أن يخرج مع بعض نسائه، والنساء جُبلن على الغيرة، والذي حدث أن النبي صلى الله عليه وسلم أتاه جبريل بالوحي من عند الله عز وجل، وقال له:((إِنَّ رَبَّكَ يَأْمُرُكَ أَنْ تَأْتِيَ أَهْلَ الْبَقِيعِ فَتَسْتَغْفِرَ لَهُمْ))، والنبي صلى الله عليه وسلم ((انْقَلَبَ فَوَضَعَ رِدَاءَهُ))، وكان عليه إزار، على عادة العرب يلبسون الأزر والأردية، وربما لبسوا القمص، ((وَخَلَعَ نَعْلَيْهِ فَوَضَعَهُمَا عِنْدَ رِجْلَيْهِ، وَبَسَطَ طَرَفَ إِزَارِهِ عَلَى فِرَاشِهِ، فَاضْطَجَعَ، فَلَمْ يَلْبَثْ إِلَّا رَيْثَمَا ظَنَّ أَنْ قَدْ رَقَدْتُ))، أي: ظن أن عائشة نامت، ((فَأَخَذَ رِدَاءَهُ رُوَيْدًا))، يعني: بدون صوت حتى لا يوقظها، ((وَانْتَعَلَ رُوَيْدًا))، دون أن يكون له صوت، ((وَفَتَحَ الْبَابَ فَخَرَجَ، ثُمَّ أَجَافَهُ رُوَيْدًا))، أي: جعله مجافًا، حتى لا تستوحش، وعائشة منتبهة لم تنم، تنظر ماذا يفعل.
وقولها:((فَجَعَلْتُ دِرْعِي فِي رَأْسِي وَاخْتَمَرْتُ، وَتَقَنَّعْتُ إِزَارِي، ثُمَّ انْطَلَقْتُ عَلَى إِثْرِهِ))، يعني: لبست ثيابها، والخمار على رأسها، وخرجت في إثر النبي صلى الله عليه وسلم.
وفي هذا الحديث: مشروعية رفع اليدين في الدعاء للميت عند القبر،