قوله:((مُجْتَابِي النِّمَارِ- أَوِ الْعَبَاءِ))، يعني: ثيابهم مخرقة مقطعة من الفقر والحاجة؛ فلهذا تمعَّر وجه النبي صلى الله عليه وسلم لحالهم فخطب الناس، وحثهم على الصدقة.
وقوله:((تَصَدَّقَ رَجُلٌ مِنْ دِينَارِهِ، مِنْ دِرْهَمِهِ، مِنْ ثَوْبِهِ، مِنْ صَاعِ بُرِّهِ، مِنْ صَاعِ تَمْرِهِ)): هذا خبر بمعنى الأمر، والمعنى: ليتصدقْ.
وقوله:((مَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً))، يعني: ابتدأها، وأحياها إذا اندثرت وماتت، وسابق إليها، وبادر إلى امتثالها، وليس المراد بذلك: الابتداع في الدين.
وقوله:((وَمَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً سَيِّئَةً كَانَ عَلَيْهِ وِزْرُهَا وَوِزْرُ ومَنْ عَمِلَ بِهَا))، أي: من ابتدع سنة سيئة، أو فَعَل معصية، وتتابع الناس على فعلها ((كَانَ عَلَيْهِ وِزْرُهَا وَوِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ بَعْدِهِ)).
وأما قول النووي رحمه الله:((البدع خمسة أقسام: واجبة، ومندوبة، ومحرمة، ومكروهة، ومباحة)) (١)، فليس بصحيح، والصواب: أن البدع