في هذا الحديث: أن زيادا هذا المذكور هو المعروف بزياد بن أبي سفيان، ويقال فيه زياد ابن أبيه، وكان أميرًا على العراق في زمن معاوية رضي الله عنه، ثم ادعاه معاوية وألحقه بأبيه أبي سفيان، وصار من جملة أصحابه، بعد أن كان من أصحاب علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
وفيه: أن أبا عثمان قال لأبي بكرة: ((مَا هَذَا الَّذِي صَنَعْتُمْ؟ )) - لأن زيادًا هو أخو أبي بكرة لأمه- أي: نسبتم زيادًا إلى غير أبيه، فقلتم: زياد بن أبي سفيان، قال النووي رحمه الله:((ولعل أبا عثمان لم يبلغه إنكارُ أبي بكرة حين قال له هذا الكلام، وكان أبو بكرة رضي الله عنه ممن أنكر ذلك وهجر بسببه زيادًا، وحلف أن لا يكلمه أبدًا، أو يكون مراده بقوله: (ما هذا الذي صنعتم؟ )، أي: ما هذا الذي جرى من أخيك ما أقبحه وأعظم عقوبته! ؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم حرَّم على فاعله الجنة)) (١).