في هذه الأحاديث: فضل الصيام، حيث أضافه الرب سبحانه وتعالى إليه، وقال:((إِلَّا الصِّيَامَ، فَإِنَّهُ لِي، وَأَنَا أَجْزِي بِهِ)): والإضافة هنا للتشريف؛ لأن الصيام عبادة سرية لا يطَّلع عليها إلا الله عز وجل.
وفيها: فائدة نحوية، وهي أن كلمة:((فم)) إذا أضيفت ثبتت الميم، وقال بعض النحاة: إن الميم تسقط عند الإضافة، فيقال: خلوف في الصائم، مثل ما جاء في الحديث الآخر:((حَتَّى مَا تَجْعَلُ فِي فِي امْرَأَتِكَ)) (١)، يعني: في فم امرأتك.
وقوله:((كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصِّيَامَ، فَإِنَّهُ لِي، وَأَنَا أَجْزِي بِهِ)): هذا من كلام الله تعالى لفظًا ومعنًى، وأما سائر الحديث فهو من الله معنًى، ومن النبي صلى الله عليه وسلم لفظًا.
وقوله:((وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ))، أي: مانع وساتر من المآثم والمعاصي، أو هو ستر