للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

على الفقراء والمساكين.

ثم حلق رأسه عليه الصلاة والسلام، وأعطاه زوجُ أم سليم رضي الله عنها أبا طلحة رضي الله عنه يوزعه على الناس شعرة شعرة؛ للتبرك به؛ لما جعل الله فيه من البركة عليه الصلاة والسلام.

ثم بعد ذلك ركب ناقته، وأفاض إلى مكة، فطاف طواف الإفاضة، وصلى الظهر بمكة لما أدركته الصلاة، وجاء إلى بني عبد المطلب وهم يسقون بزمزم، فناوله دلوًا، فشرب قائمًا عليه الصلاة والسلام، وقال: ((انْزِعُوا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَلَوْلَا أَنْ يَغْلِبَكُمُ النَّاسُ عَلَى سِقَايَتِكُمْ، لَنَزَعْتُ مَعَكُمْ)) (١)، ثُمَّ ذهب إلى مِنًى، فوجد أصحابه مجتمعين ينتظرونه، فصلى بهم الظهر، فصارت في حقه نافلة، ولهم فريضة.

وفي يوم العيد طاف صلى الله عليه وسلم طواف الإفاضة، ولم يسع؛ لأنه سعى مع طواف القدوم.

ثم أقام صلى الله عليه وسلم بمنى اليوم الحادي عشر، والثاني عشر، والثالث عشر، في كل يوم يرمي الجمرات الثلاث بعد زوال الشمس، سبع حصيات متعاقبات، ورخص في ليلة مزدلفة في ترك بها للعجزة والمرضى، ورخَّص لأم سلمة رضي الله عنها أن تدفع آخر الليل لترمي قبل الفجر.

ولما قيل له: أين تنزل غدًا؟ قال صلى الله عليه وسلم: ((بِخَيْفِ بَنِي كِنَانَةَ، حَيْثُ تَقَاسَمُوا عَلَى الْكُفْرِ) أي: المكان الذي أعلنت فيه قريش قطيعة بني هاشم.


(١) أخرجه مسلم (١٢١٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>