والصواب أنه لا حرج كما في هذه الأحاديث؛ فالنبي صلى الله عليه وسلم رهن وهو في الحضر.
وفيه: ما أصابه عليه الصلاة والسلام من قلة ذات اليد، وهو سيد الخلق صلى الله عليه وسلم، فقد اشترى طعامًا لأهله، ورهن البائعَ درعًا من حديد.
وفيه: أنه لا بأس برهن آلة الحرب لأهل الذمة، أما الحربي فلا يُعطَى ولا يُرهَن ولا يُتعامل معه، والكافر الحربي ليس بيننا وبينه إلا القتال، فلا يطعم ولا يسقى، بل يترك حتى يموت، بل يقتل.
وهنا سؤال: لِمَ لَمْ يتعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع المسلمين؟ ! لِمَ لَمْ يأخذ ويشتري من المسلمين؟ ! ألا يوجد عند المسلمين شيء؟
والجواب: أنه يحتمل أنه لم يكن هذا متوفرًا عند المسلمين، أو أن النبي صلى الله عليه وسلم أراد التخفيف عن أصحابه؛ لأنهم لا يرضون أن يعطيهم النبي صلى الله عليه وسلم الثمن، أو لبيان جواز معاملة أهل الكتاب، أو لغير ذلك من الأسباب.