وأن الذنب أحرقها فلم تصبر على إقامة الحد حتى تضع ولدها، فلما وضعته جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم تطلب منه أن يقيم عليها الحدَّ، فأمرها أن ترضع رضيعها، فأرضعته حتى أكمل السنتين، ومع ذلك لا تزال المعصية تحرق قلبها، فلم تصبر حتى جاءت برضيعها وفي يده كسرة خبز؛ لتبين للرسول صلى الله عليه وسلم أنه يأكل الطعام، فأمر بها النبي صلى الله عليه وسلم فَرُجمت.
وفيه: دليل على النهي عن سب المرجوم؛ لأنه لما سبها خالد رضي الله عنه قال له النبي صلى الله عليه وسلم:((مَهْلًا يَا خَالِدُ، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ تَابَتْ تَوْبَةً لَوْ تَابَهَا صَاحِبُ مَكْسٍ لَغُفِرَ لَهُ))، وصاحب المكس هو: من يأخذ أموال الناس بدون مقابل.
وفيه: دليل على أن المكوس من المعاصي العظيمة، وأنها فوق الزنا في الإثم.