للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والمعروف، إلا ما وافق هواه.

وقوله: ((قَالَ حُذَيْفَةُ: وَحَدَّثْتُهُ أَنَّ بَيْنَكَ وَبَيْنَهَا بَابًا مُغْلَقًا يُوشِكُ أَنْ يُكْسَرَ، قَالَ عُمَرُ: أَكَسْرًا لَا أَبَا لَكَ)) قول عمر: ((لا أبا لك)) هي كلمة تقال، وليس المقصود منها: الدعاء عليه بفقد أبيه، لكنها كلمة تجري على اللسان، مثل قوله صلى الله عليه وسلم: ((عَقْرى حَلْقَى))، فهي تجري على اللسان، ولا يراد بها حقيقتها.

وقوله: ((فَلَوْ أَنَّهُ فُتِحَ لَعَلَّهُ كَانَ يُعَادُ، قُلْتُ: لَا، بَلْ يُكْسَرُ) يعني: إذا كسر كانت مصيبة، فإنه لا يمكن أن يعالج، لكن إذا فتح يغلق مرة ثانية.

والمعنى: أن الفتن إذا فُتح بابها استمرت، والباب هو قتل عمر رضي الله عنه، فبقتله رضي الله عنه انفتح باب الفتن، فتولى عثمان رضي الله عنه بعد ذلك، ثم في آخر حياته حصلت الفتن، وجاء الثوار، وثاروا على أمير المؤمنين رضي الله عنه، وقتلوه، وهو شهيد المحراب رضي الله عنه، ثم حصل الاختلاف بعد ذلك لما بُويع للخلافة علي رضي الله عنه، فحصل خلاف وانشقاق ونزاع بينه وبين أهل الشام ومعاوية رضي الله عنه، وبينه وبين الخوارج، وحصلت الحروب.

وقوله: ((تُعْرَضُ الْفِتَنُ عَلَى الْقُلُوبِ كَالْحَصِيرِ عُودًا عُودًا)) قال النووي: ((ومعنى تعرض أنها تلصق بعرض القلوب أي جانبها كما يلصق الحصير بجنب النائم ويؤثر فيه شدة التصاقها به قال ومعنى عودا عودا أي تعاد وتكرر شيئا بعد شيء)) (١).


(١) شرح مسلم، للنووي (٢/ ١٧١).

<<  <  ج: ص:  >  >>