قوله:((تُخْفِرُوا)) من أخفر يُخفِر الذمة إذا لم يوف بها ولم تتم.
وهذا الحديث العظيم فيه: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أمَّر أميرًا على جيش أوصاه بتقوى الله في خاصته ومن معه.
وفيه: وصية الإمام بأمرائه بتقوى الله عز وجل، وأن يغزوا بسم الله، ويقاتلوا من كفر بالله، فسبب القتال الكفر.
وفيه: النهي عن الغدر حتى مع الكفار؛ ولهذا قال تعالى:{وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً فَانبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ}، فإذا أراد المقاتلةَ يخبر العدو بنبذ العهد حتى يكون هو وإياه مستويين.
وفيه: تحريم الغلول من الغنيمة، وإخفاء شيء منها قبل قسمتها.
وفيه: النهي عن قتل الولدان والنساء، والشيوخ الكبار الذين لا يشاركون في القتال ولا رأي لهم، والرهبان في الصوامع الذين يتعبدون، إنما يُقاتَلُ الرجالُ الذين يُقاتِلون.
ولكن كما سيأتي أن الكفار إذا بُيِّتُوا ولم يتميز النساء والصبيان فإنهم يُقتلون